أرشيف

د. ياسين :السلطة فشلت في حل القضايا الوطنية الهامة والحوار مع المؤتمروصل الى الفشل

كشف الدكتور ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني, عن وصول حوار المعارضة مع المؤتمر إلى الفشل لعدم جدية السلطة في إجراء حوار جاد ومسئول, مشبها طبيعة الحوار الذي دعت له السلطة مع القوى السياسية ببطل قصة شعبية حاول أن يبيع حماره بينما كان الحمار غير مروض ويستعدي كل من يقترب منه, في حين قال لمن أراد شراءه أنه يدرك طبيعة توحشه, إلا أنه كان يريد أن يعرفهم بذلك.

واعتبر نعمان عصر أمس الجمعة في ندوة نضمها مجلس التضامن الوطني في عدن "حول الحوار الوطني ومؤتمر لندن" أن المؤتمر جاء من أجل تأكيد المجتمع الدولي على أن اليمن بلد ديمقراطي إلى حد ما بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لأوضاعه الاقتصادية شريطة إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية وأمنية.

وانتقد تركيز مؤتمر لندن على تقديم الجانب الأمني والعسكري على حساب الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي, وركز في ذلك دعم اليمن من أجل محاربة الإرهاب, مستبعدا القضية الجنوبية وقضية صعدة اللتان تعتبران الأهم في مشكلة الوطن, مشيرا إلى أن النظام استطاع رمي قنبلة دخانية في إبراز القاعدة والإرهاب وجعلها الأهم لتشويش الحقائق وإغفال العالم عن التركيز الحقيقي في أساس المشكلة.

وقال أمين عام الاشتراكي إن السلطة فشلت في تعاملها السياسي مع القضايا الوطنية الهامة بعد أن اتسعت رقعة الاحتجاجات في الجنوب والتي واجهتها السلطة بمزيد من النقاط الأمنية واستخدام القوة والعنف بدلا من إيجاد الحلول الأساسية لحل المشاكل سلمياً, معتبرا أن تعامل السلطة مع القاعدة هو من أفرز هذا الواقع المتأزم والخطير, وتراجع الهامش الديمقراطي وتزامنه مع حملة اعتقالات للصحفيين وإغلاق الصحف مستدلا لما حصل للأيام مؤخرا وغيرها من الصحف, وهو ما ألمح إلى أن المجتمع الدولي قد أدركه في تقييمه للمرحلة الماضية, وما شهدته من تراجع سياسي لا يقل بصورة عن التراجع الاقتصادي, معتبرا أن حرب صعدة دليل آخر على فشل السلطة على المستوى الأمني في إدارة البلد, مؤكدا أن الحرب السادسة التي كانت الأعنف بين الحروب السابقة قد جعلت من العنف وسيلة السلطة في التعامل مع كل من له خلاف معها ومد العنف إلى طول البلاد وعرضها.

واتهم نعمان السلطة باستثمار حربها مع الحوثيين لتحقيق مصالح مذهبية على حساب دول سنية وإقحامها في معترك حرب إقليمية ذات اتجاه مذهبي جعلت بدورها النظام عاجزا عن التعامل معها أو إيقافها كما حصل في الحروب السابقة, والتي قال إنه كان يستطيع إيقافها بمكالمة هاتفية.

وقال إن مؤتمر لندن قد وضع اليمن تحت المجهر من حيث حاجته لدعم المجتمع الدولي لأوضاعه التنموية وتجاوز صعوباته ومساعدته في نفس الوقت على حل مشاكله الداخلية, لكن الذي يحصل أن اليمن, ومنذ نوفمبر 2006م حين عقد مؤتمر المانحين والذي منحها خمسة مليار دولار لحل مشاكل الفقر وردم الهوة الفاصلة بين الغلاء الفاحش والفقر المدقع, لم تستطع أن تستخدم أكثر من 7% من إجمالي الخمسة المليار المقدمة من الدول المانحة.

مؤكدا أن الـ"7%" المخصصة من الأجمالي الكلي من الخمسة المليار لم تستخدم كلها وإنما مخصصة فقط, والدولة طوال الأربع السنوات الماضية لم تستطع أن تستخدم سواء هذه الـ"7%" من إجمالي الدعم الذي قال إن السلطة على المستوى الاقتصادي لم تستفد مما هو متاح أمامها, مرجئا ذلك إلى وجود خلل بمكانٍ ماء أو أساس ما, الأمر الذي دفع الدول المانحة ومنظمات المجتمع الدولي أن تعمل بعض الإصلاحات المتمثلة في طلبهم من الحكومة ثلاثة عوامل إصلاحات تتمثل في إصلاح القضاء وتشكيل لجنة للفساد وثالثا إصلاح نظام المناقصات, والتي قال إن الحكومة وافقت عليها ونفذتها كما راينا في إصلاحها للسلطة القضائية بطريقتها وتشكيل لجنة لمكافحة الفساد كما هي.

وأوضح نعمان حديثه للمشاركين في الندوة النقاشية أن الأوضاع الاقتصادية زادت تدهورا ورقعة الفقر اتسعت بشكل أكثر والهوة بين الثراء والفقر اتسعت أيضا والفساد انتشر بشكل أكبر, وهو ما اعتبره دليل فشل السلطة في تحقيق ما كانت تريده الدول المانحة أن يتحقق.

زر الذهاب إلى الأعلى